إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

169 ـ بوريس نيكولايفيتش يلتسين (1931 ـ )

سياسي ورجل دولة روسي.

ولد في 1 فبراير 1931م، في قرية بوتكو في حي تاليتسكي، في إقليم سفرلوفسك، لعائلة فلاحية، عاش يلتسين وعائلته في بيت صغير قبل أن ينتقل والده للعمل في قطاع البناء في بلدة برزنيكي، حيث سكنت العائلة في كوخ خشبي غير مزود بأية شروط صحية، وعاش يلتسين طفولة قاسية، وعندا كان صبيا كان يلهو بقنبلة يدوية كان قد سرقها أثناء الحرب العالمية الثانية من الجيش فانفجرت في يده وبترت له إصبعان.

وكان يلتسين لاعب كرة طائرة ممتازاً مما مكنه من زيارة مدن سوفيتية كثيرة. تخرج في معهد أرال للعلوم التطبيقية عام 1955م، والتحق بالحزب الشيوعي في عام 1961م، ثم أصبح رئيساً لمنظمة الحزب في سفيردلوفسك عام 1976م. وفي 24 ديسمبر 1985م عينه ميخائيل جورباتشوف في منصب الأمين الأول للجنة الحزب الشيوعي في موسكو. وفي 11 نوفمبر 1987م فصله الحزب من أمانة لجنة العاصمة بعد تعرضه لهجوم وزير الخارجية ورئيس الوزراء وذلك بسبب سياسته الراديكالية. وفي 18 نوفمبر 1987م عين نائباً لرئيس لجنة الدولة لؤون البناء. ثم أبعد عن عضوية المكتب السياسي للحزب في 17 فبراير 1988م، ثم أعفي من منصبه الحكومي في 23 مايو 1988م. أسس مع أندريه سخاروف مجموعة موسكو البرلمانية في 26 مارس 1989م، وانضم إلى مجلس القوميات في مجلس السوفييت الأعلى. في 5 مارس 1990م انتخب يلتسن نائباً في برلمان روسياعن مدينة سفردلوفسك، ثم انتخب رئيساً لمجلس السوفيت الأعلى في جمهورية روسيا في 29 مايو 1990م، واستقال يلتسين من الحزب الشيوعي السوفيتي في يوليو 1990م. سارت مظاهرة في شوارع موسكو مطالبة باستقالته فتمكن من حشد مظاهرة سارت في شوارع موسكو يوم 24 فبراير 1991م تأيداً له. طالب بتوحيد المعارضة ضد جورباتشوف، وفي 10 مارس 1991م وأعلن انفصاله عن سياسة جورباتشوف. وفي 13 يونيه 1991م انتخب رئيساً لجمهورية روسيا الاتحادية، وفي 10 يوليه 1991م نصب رسمياً في الكرملين، ورغبة منه في إلغاء سيطرة الحزب الشيوعي على الجيش والأجهزة الحكومية وقع في 21 يوليه 1991م مرسوماً يحظر فيه نشاط الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية في الجيش والمؤسسات والأجهزة الحكومية. وفي أغسطس 1991م قامت مجموعة من الموظفين الرسميين المحافظين الشيوعيين السوفيت بانقلاب ضد جورباتشوف، وكان لموقف يلتسين أثر كبير عندما قاد معارضة شعبية ضد الانقلاب واعتلى دبابة في موسكو وندد بالانقلابيين، وأدي ذلك لفشل الانقلاب بعد يومين من وقوعه، مما أكسب يلتسين قوة وتأييداً في وطنه، وفي العالم الخارجي، وأصبح الشخصية الأولى في مجلس السوفيت الأعلى في موسكو، واستخدم سلطاته المتنامية لإذابة الاتحاد السوفيتي وتفكيكه. وأعلنت معظم جمهوريات الاتحاد السوفيتي الخمس عشرة استقلالها، وقد حاول جورباتشوف منع تجزئة الاتحاد السوفيتي إلا أن باقي الدول أعلنت استقلالها، وكونت كومنولث الدول المستقلة. ويؤرخ يوم 31 ديسمبر 1991م للسقوط الرسمي للإمبراطورية السوفيتية التي تأسست في 30 ديسمبر 1922م، وبذلك يكون ما عرف (باتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية) قد عاش 75 عاماً في ظل النظام الشيوعي، بدءاً من لينين ووصولاً إلى ميخائيل جورباتشوف ومروراً بستالين وخروتشوف وبريجينيف وأندروبوف وتشيرنينكو.

ويذكر أن علاقة ملتبسة وغريبة ومتناقضة قامت بين يلتسين وجورباتشوف، بدأت بإعجاب كبير من جانب يلتسين، ثم تحولت إلى عملية تمرد كاملة، غير أن يلتسين تمكن في النهاية من إزاحة جورباتشوف عن السلطة.

وقد أيد يلتسين إصلاحات اقتصادية جذرية شملت التحول إلى اقتصاد السوق الحر، وقد عبر الناخبون عن ثقتهم التامة في يلتسين وبرامجه الإصلاحية في الاستفتاء الذي أجري في أبريل 1993م. ولكن رغم ذلك استمرت معارضة البرلمان ليلتسين وسياساته، وفي سبتمبر 1993م حل يلتسين البرلمان، وفي أوائل أكتوبر 1993م حسم الموقف لصالح يلتسين في الصراع الذي نشأ بينه وبين البرلمان، الذي تحصن في مقره نائبه وكبير مناوئيه، وانتخب الشعب برلماناً آخر وأقر دستوراً جديداً للبلاد في ديسمبر 1993م، وظل يلتسين رئيساً، وفي ديسمبر 1994م أرسل يلتسين قواته لمحاربة الشيشان، وفي عام 1996م اتفق الطرفان الروسي والشيشاني على وقف إطلاق النار، وفي يوليو 1996م أعيد انتخاب يلتسين رئيساً للبلاد.

وفي عام 1999م نشبت أزمة البلقان عندما قام الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش Slobodan Milosevic بعملية التطهير العرقي لإقليم كوسوفا من المسلمين الألبان والذي كان يتمتع بالحكم الذاتي، وتدخلت الولايات المتحدة ودول حلف الناتو وتم التوصل لاتفاق رامبيويية بفرنسا لإنهاء الأزمة إلا أن الرئيس اليوغسلافي لم يلزم بالاتفاق واستمر في عملية طرد السكان الألبان من الإقليم، وتم إنذاره بتدخل قوات حلف الأطلنطي لمنع تفريغ الإقليم من السكان الألبان، إلا أنه لم يمتثل، فتدخلت قوات الحلف وقصفت الأهداف الاستراتيجية في بلغراد عاصمة يوغسلافيا، وبعض المناطق الأخرى، وعارض يلتسين قرار حلف الأطلنطي، إلا أنه صرح بأن روسيا لن تتدخل في الحرب، وعندما أصدر الحلف قرار الحظر البحري على يوغسلافيا في آخر أبريل 1999م، أعلن يلتسين بأن روسيا لن تمتثل لعملية تفتيش سفنها.

وفي نفس العام تدخلت القوات الروسية لمهاجمة القوات المسلمة في الشيشان لمحاولة القضاء عليها، واستولت القوات الروسية على عدة مدن في الشيشان خلال شهر أكتوبر 1999م.

وقد تنازل يلتسين عن الحكم في 31 ديسمبر 1999 لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين، تم أجريت النخابات الرئاسة في شهر مارس 2000م، وفاز فيها بوتين برئاسة روسيا.